الحرب الأمريكية الطرابلسية وأثرها على إيالة طرابلس الغرب 1801م – 1805م
مقال في مجلة علميةمن خلال دراستنا لهذا الموضوع تعد منطقة البحر المتوسط بشكل عام من أهم المناطق التي تزاحمت حولها القوي الدولية، وتنافست فيما بينها من أجل السيطرة عليها, لأهمية موقعها المهم والاستراتيجي بين القارات حيت كانت إيالة طرابلس الغرب من ضمن اهتمامات الدول الأجنبية فقد تعرضت إيالة طرابلس في تلك الفترة التاريخية إلى الحرب الطرابلسية الأمريكية من سنة 1801م – 1805م بسبب ازدياد المنازعات البحرية مع الدول الأوروبية في عهد يوسف باشا وأصبحت أكثر حدة مع الولايات المتحدة الأمريكية التي بدأت تدخل في مجال الصراع البحري في البحر المتوسط فوقعت اتفاقية بين الطرفين لصالح البحرية الطرابلسية, وتكمن إشكالية الدراسة تكمن في الإجابة عن التساؤلات الآتية, كيف كانت تدار الحرب بين يوسف باشا والولايات المتحدة الأمريكية ؟ وما هي الآثار والنتائج المترتبة على إيالة طرابلس الغرب خلال هذه الحرب؟ وستنطلق الدراسة من فرضية أساسية وهى سياسة ومكانة يوسف باشا التي أسهمت ولعبت دوارا بارزا فى كيفية إدارة الصراع مع أمريكيا وحصول إيالة طرابلس الغرب على نتائج ومكاسب اقتصادية وسياسية في منطقة الحوض البحر المتوسط, وتعتبر طرابلس الغرب والسنوات الأربع من 1801م إلى 1805م هي الإطار المكاني والزماني للدراسة, ومن هنا تبرز أهمية هذه الدراسة لكونها تعالج فترة تاريخية هامة تكشف النقاب عن بشاعة الحرب الأمريكية وقسوته ضد الليبيين وما ترتب عليها من أضرار سياسية واقتصادية ولمعالجة حيثيات الفترة واستجلاء غوامضها. تهدف الدراسة عموماً إلى تبيان مدى تأثير وتأثر الصراع الطرابلسي الأمريكي على العلاقات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية بين الظرفين والخروج بتقييم يوضح سلبيات الفترة وايجابياتها, واتبعت الدراسة المنهج التاريخي السردي التحليلي مستعينة بمجموعة من المصادر والمراجع, وقسمت الدراسة إلى ما يلي: مقدمة، ثم أسباب الحرب الطرابلسية الأمريكية 1801م- 1805م مع استعراض الصراع مع الولايات المتحدة الامريكية 1801م – 1805م ، وكذلك يوسف باشا والدبلوماسية الأمريكية: ومن تم تسوية الحرب الطرابلسية الأمريكية 1801م – 1805م ، كما تضمنت الدراسة خاتمة.
علي العجيلي عبد السلام جماعة، قشقش, محمود العارف، (09-2021)، كلية الاداب الخمس مجلة العلوم الإنسانية: جامعة المرقب، 23 401-436
التجارة عبر الصحراء الكبرى خلال القرن التاسع عشر
مقال في مجلة علميةبالرغم من تعدد الدراسات حول التجارة عبر الصحراء الكبرى إلا أن هذه الدراسة تنفرد بكونها تعتمد بشكل رئيسي على الوثائق الرسمية المتمثلة في تقارير ومراسلات القناصل الأجانب وبشـكل خاص القناصل البريطانيين التي كانت ترسل إلى وزارة الخـارجية البريــطانية ومـــكتب دول الــكومنولث بـها (Foreign & Commonwealth Office) والمحفوظة حـالياً تحت مسـمى (رسائل وتقارير القنـاصل البريطانيين والوكـالات الدبلوماسية بطرابلس) (The Letters and Reports of British Consular and Diplomatic Agents in Tripoli) بالأرشيف الوطني البريطاني The National Archives (TNA) ويمكن الحصول عليها بعضوية الجمعية الملكية التاريخية البريطانية Royal Historical Society، وكذلك الرسائل والتقارير المتبادلة بين القنصل البريطاني العام بطرابلس ونوابه بمدن ولاية طرابلس الغرب، وبين أولئك القناصل والمستكشفين الذين انطلقوا في رحلااتهم إلى دواخل أفريقيا من مدينة طرابلس الغرب بمساعدة وتمويل الحكومة البريطانية وباشراف وحماية قناصلها بطرابلس.
مصطفى أحمد صقر صقر، (06-2021)، كلية الآداب والعلوم / مسلاتة: جامعة المرقب، 16 (16)، 68-86
البرتغال ودورها في تجارة الرقيق وامتداه إلى قيام مستعمراتها في افريقيا .
مقال في مجلة علميةعانت القارة الافريقية على مدي تاريخ طويل من الإبادة الجماعية التي حملتها تجارة الرقيق التي تعد جريمة ضد الإنسانية استهدفت الانسان الافريقي دون سواه ، فهي من أخطر الظواهر الشاذة التي عرفتها البشرية في عصرها الحديث ، فكلنا نعلم أن تجارة الرقيق عرفت في العالم بعديد الاشكال والانماط وعند الكثير من الأمم والشعوب والحضارات عبر فترات تاريخية متباينة في تاريخ الانسان لكنه لم تصل ي مجملها الى أن تقارن بما حدث في قارة أفريقيا فهي ارتبطت مع أطماع المستعمر والاوربي من خلال الكشوف الجغرافية التي وجهت لنهب مقدرات القارة الاقتصادية والبشرية على حدا سوا .
هذه التجارة التي كانت لها الكثير من الاثار السلبية التي ساهمت في تعطيل النمو السكاني الاجتماعي بما حملته من معاناة للملايين من سكان هذه القارة الذين اصبحوا ايدي عاملة ، وهنا لابد أن نشير الى أمر بالغ الخطورة وهو ان التوغل الاستعماري في دواخل القارة الذي ما كان له ان يحقق نجاحاً لولا بعض الزعامات المحلية ممن اعمت عيونهم عن فهم طبيعة ذلك الامر بعد ان سيطر عليهم الشجع والطمع فساهموا في استرقاق الالاف من بني جلدتهم بل أنهم في الكثير من الأحيان هم من كانوا يقبضون على اخوانهم ويسوقونهم إلى الشواطئ تحت لهيب السياط أو باستخدام البنادق التي منحها لهم الاوربيون ، فقد كانت هذه القارة محط أنظار الطامعين من الشعوب الأوروبية خاصة بعد انطلاق عمليات الكشوف الجغرافية وإنشاء المراكز التجارية الأوروبية على طول السواحل الافريقية وبشكل خاص الغربية منها اول الامر من سواحل ( الكونغو - انغولا ) بداية من القرن 15 م ، وقد لعبت البرتغال دوراً كبيراً في ظهور ومعرفة وانتشار هذه الظاهرة البشعة والتجارة غير الانسانية عبر استخدامهم علاقاتها التجارية مع موانئ المتوسط والموانئ المشار اليها سابقاً ، بل وأصبحت عاصمتها ( لشبونة ) ميناء تجارياً هاما ساهم وبشكل كبير في انتعاش هذه التجارة بفضل اساطيلها وتم شحن الرقيق من غرب القارة وتحديداً من ميناء ( لوندا ) الذي اصبح اكبر موانئ تجارة الرقيق في غرب القارة الى أوروبا وامريكا وغيرها من موانئ العالم ، فكانت البرتغال بحق رائدة في هذه المجال غير الانساني وقد أستمرت هذه التجارة البشعة وانتعشت بما تحمله من جرم وعدم إنسانية طوال القرون ( 16 . 17 . 18 ) بما تحمله من أرباح طائلة مما دعي باقي الدول الاستعمارية أمثال ( هولندا ، انجلترا ، فرنسا، أمريكا ، اسبانيا ) الى حذو البرتغال ومنافستها للحصول على الأرباح والايدي العاملة و استمرت تلك المرحلة طويلاً قبل أن يصحو ضمير الإنسانية وتعالت الأصوات التي نادت بضرورة أنهاء هذه التجارة البشعة وذلك ما حدث فيما بعد .
امحمد عطية محمد يحى، (06-2021)، كلية الاداب والعلوم / قصر خيار / جامعة المرقب .: جامعة المرقب، 11 (2021)، 16-34
السياسة المالية في ولاية طرابلس الغرب سنة 1830 م.
مقال في مجلة علميةتتناول هذه الورقة سياسة الازمة المالية في ولاية طرابلس الغرب في نهاية حكم يوسف باشا القرمانلي عام 1830م حيث تعد دراسة الأوضاع المالية في نهاية حكم يوسف باشا ذات أهمية بالغة في فهم الأسباب التي أدت الي سقوط الاسرة القرمانلية التي حكمت ليبيا فترة من الزمن ، وإشكالية الدراسة تتمحور حول إيرادات ولاية طرابلس الغرب أيام يوسف القرمانلي وسياسة صرف هذه الأموال والدور الذي لعبه قناصل الدول الأوروبية في طرابلس في تلك الفترة والأثر الذي خلفته هذه الازمة علي سكان ولاية طرابلس . من هنا تأتي أهمية هذه الورقة من خلال الوقوف على أبعاد هذه المرحلة التي تعتبر أدق مراحل تاريخ الاسرة القرمانلية التي حكمت ليبيا لتميزها بعودة حكم هذه الاسرة لطرابلس بعد استيلاء علي برغل عليها وعودة الحكم القرمانلي الي طرابلس وإزاحة يوسف باشا لأخيه من المسرح السياسي وعمله علي تقوية حكمه في الايالة وفرض نفوذه في البحر المتوسط وإجبار الدول الأوروبية علي دفع الاتاوات والهدايا واعتماد يوسف باشا علي موارد غير ثانية في سياسته المالية وحياة البذخ التي كانت تعيشها الاسرة القرمانلية وفشله في إيجاد حلول لتعويض الخسائر المالية الذي أوقعه تحت رحمة قناصل الدول الأوروبية الذين كانت أولوياتهم في خدمة مصالح بلدانهم السياسية والاقتصادية وما كان له من أثر سيء علي سكان ولاية طرابلس .واتبعت في هذه الورقة المنهج الوصفي التحليلي واعتمدت في هذه الورقة علي بعض المصادر والمراجع التاريخية والتي تأتي في مقدمتها كتاب أحمد بك الانصاري المنهل العذب في تاريخ طرابلس الغرب ، وكتاب رود لفوميكاكى من ترجمة طه فوزي وبعض الكتب الأخرى التي وضعت في ثبت المصادر والمراجع .قسمت هذه الورقة الي مقدمة وتناولت المحاور التالية سياسة يوسف باشا المالية .ودور القناصل الأوروبيين في طرابلس .وأثر الأوضاع المالية علي المجتمع .ومن تم التوصل الى العديد من النتائج
علي العجيلي عبد السلام جماعة، (06-2021)، كلية التربية البدنية-مجلة علوم التربية الرياضية والعلوم الأخرى: جامعة المرقب، 23 (7)، 186-197
أدريان بلت ودوره في تقريب وجهات النظر بين الفرقاء الليبيين
مقال في مجلة علميةتكليف الأمم المتحدة لأدريان بلت في مساعدة الليبين على تطبيق استقلال ليبيا، وجولاته في المنطقة لتقريب وجهات النظر، وتكوين مجالس سياسية لاستلام زمام الأمور.
الهمالي مفتاح الهمالي بن شكر، (03-2021)، مجلة العلوم الإنسانية/ كلية الآداب: جامعة المرقب، 22 (1)، 571-595
النفط وأهميته في توجيه السياسة الأمريكية تجاه ليبيا في ضوء وثائق العلاقات الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية (1954/ 1962ه).
مقال في مجلة علميةبعد اكتشاف النفط في ليبيا تغيرت نظرة الأوربيين، والأمريكيين للبلاد، بل أن النفط أصبح من أهم محددات السياسة الخارجية الأمريكية، لذلك سعت الولايات المتحدة الأمريكية إلى الحصول على قدر كبير من الامتازات في مجال، بدء من سنة 1954م.
الهمالي مفتاح الهمالي بن شكر، (03-2021)، مجلة المنتدى الجامعي: كلية الآداب بني وليد، 27 (1)، 246-269
دور الزعماء الأفارقة في استقلال بلدانهم أحمد سيكوتوري أنموذجا
مقال في مجلة علميةتمكن أحمد سيكو توري من مقاومة الاستعمار الفرنسي، بل أنه مع بقية أقرانه من المناظلين تمكنوا من نيل استقلالهم وحرية بلادهم.
الهمالي مفتاح الهمالي بن شكر، (09-2020)، مجلة المنتدى الجامعي: كلية الآداب بني وليد، 26 (2)، 228-244
السلطان عبد الحميد الثاني وفترة وحكمه ( بين الحقيقة والافتراء ) .
مقال في مجلة علميةشخصية السلطان عبد الحميد الثاني من اكثر الشخصيات التاريخية الإسلامية التي لقيت من التشويه والظلم الشيء الكثير فهي ظهرت في فترة تشابكت فيها الاحداث والوقائع والأطماع في دولة كانت تمر بوضع بالغ الخطورة فقد تكالبت عليها مطامع الدول الاوربية الطامحة للاستعمار والتوسع ، فكانت الهدف والغاية وترافق مع تلك الهجمة كم هائل من الأكاذيب والتشويه والمبالغة في الاحداث والوقائع بدون تثبت او مصداقية ، فتم تصوير هذه الشخصية التي تولت الحكم في تلك المرحلة بأفظع الاوصاف فاعتبرت شخصية عنيفة ودموية استبدادية ظالمة ، لكن هل كان ذلك واقعي .
المتتبع لكل تلك المبالغات يعرف أن الأمر كان له غاية وهدف فهذه الشخصية ومن بداية حكمها أظهرت وعي ومعرفة لما يحاك لهذه الدولة ، هذا الشعور المبكر العارف بما يحدث سلط عليه الأنظار الاستعمارية التي سعت بكل ما تستطيع إمكانيات أن تخلط الأوراق والاحداث التاريخية مستعملة في ذلك الأقليات واليهود بغية أثارة الراي العالمي ضدها ، فهي تعلم أن بقاء هذا السلطان يشكل عثرة امام كل اطماعها فهو كان واضحاً في كل تلك المواقف ، وتكشفت فيما بعد مدي وحجم تلك الحملة الموجهة لهذه الشخصية بما حملته من تشويه عندما ظهرت تلك الأمور في طريقة تعامله مع الاتحاديين والأقليات وما نشر في ( بروتوكولات حكماء صهيون ، ومذكرات هرتزل ) لتوضح طبيعة تلك الشخصية وصعوبة التعامل معها فهي وقفت أمام تحقيق أطماعهم بالرغم من الظروف البالغة الصعوبة التي كانت تعيشها الدولة العثمانية ، ناهيك عن وعيه المبكر لما تحيكه الصهيونية والماسونية العالمية من مؤامرات انتهت الى عزله وابعاده عن مقاليد الحكم .
هذه الشخصية تستحق للكثير من الدراسات المعمقة بغية تسليط الضوء وبشكل اكثر دقة ومصداقية ومراجعة تاريخية منصفة لكل الأحداث والوقائع التي عاشتها أو ساهمت فيها بعيداً عن التشويه والمبالغة والاستغلال المبالغ فيه .
امحمد عطية محمد يحى، (06-2020)، كلية الاداب والعلوم / قصر خيار / جامعة المرقب .: جامعة المرقب، 9 (2020)، 46-75
الغزو البرتغالي للخليج العربي (الفعل وردة الفعل)
مقال في مجلة علميةكان لفتح القسطنطينية 1453م بالغ الأثر على العالمين الإيلامي والمسيحي، وكان من بين نتائجه سقوط غرناطة في يد مملكة قشتالة وأرقون، وبالتالي سنحت الفرصة لتوغل البرتغاليين في المحيط الاطلسي، بل أنهم تجاوزوه، ودخلوا المحيط الهندي، وسيطروا على الخليج العربي.
الهمالي مفتاح الهمالي بن شكر، (12-2019)، مجلة المتكأ: جمعية المتكأ للدراسات الاستراتيجية والمستقبلية، 8 (2)، 169-183
تاريخ غرب أفريقيا من خلال مخطوطة (تاريخ كاوسن وحرب كلوي مع أمزورك)
كتابيعتبر الإرث الحضاري لكل أمة من الأمم ذخيرةً للحضارة الإنسانية كلها، ومنبعاً تستمد منه البشرية سبل تطورها وإزدهارها، كما يمثل التراث الأدبي والإنتاج الإنساني في كل حضارة من الحضارات المقياس الحقيقي الذي يصنف على أساسه تقدم المجتمعات ورقي الفكر الإنساني وتطور نظم وطرق وأساليب عيش وحياة الأفراد والمجتمعات.
لذلك، فإن إحياء التراث الإنساني ونشره ونقله للأجيال اللاحقة يٌعد واجباً على أبناء تلك المجتمعات من أجل إظهاره بشكله الصحيح دون تحريف أو تشويه لأنه يعتبر السبيل الوحيد لكتابة التاريخ ودراسة الحضارة وفهم الحياة بمختلف نواحيها السياسية والاقتصادية والاجتماعية المتعددة، وهو الطريق الأمثل لإستيعاب التاريخ، وتوظيف الماضي لفهم الحاضر واستشراف المستقبل.
لقد ترك العلماء والأدباء في كل المجتمعات الانسانية انتاجاً فكرياً في مختلف حقول العلم وضروب المعرفة في شكل مخطوطات كتبوها بأيديهم أو نسخها عنهم طلابهم وجلسائهم ومريديهم، وتوزعت تلك النسخ بين العديد من المكتبات والآرشيفات ودور الحفظ، وكان طبيعاً أن يتعرض الكثير منها للضياع والتلف وسوء الحفظ والتخزين، لذلك صار لزاماً على طلاب العلم بدل مزيد من الجهود للمحافظة على هذا التراث الانساني والعمل على تحقيقه ونشره.
إن المخطوط الذي بين أيدينا والذي هو من مؤلفات الشيخ بخاري بن تانودي الأقدزي أحد العلماء الأجلاء بمدينة أقدز (أغاديس) بالنيجر يمثل أحد هذه المخطوطات الهامة التي تعُنى بتاريخ أفريقيا فيما وراء الصحراء وعلاقتها بشمال أفريقيا، ويعتبر أحد الكنوز المهمة التي تستحق التحقيق والنشر، فهو يهتم بتاريخ الصراعات والنزاعات بين القبائل والمجموعات العرقية في المنطقة وكيف استثمرتها القوى الاستعمارية ممثلة في فرنسا لخدمة مصالحها وتوسيع نفوذها جنوب الصحراء، كما يقدم هذا المخطوط معلومات قيمة جداً عن الشيخ محمد كاوسن ذلك العالم المجاهد الذي اشتهر بجهاده ضد الاستعمار الفرنسي في النيجر، ومواجهة الاستعمار الايطالي في جنوب ليبيا والذي عرف بعلاقته الوطيدة بالزوايا السنوسية في شمال تشاد وجنوب ليبيا، وملازمته للشيخ أحمد الشريف السنوسي والشيخ محمد العابد السنوسي الذي عينه قائداً لقواته لمواجهة تقدم الفرنسيين في شمال تشاد، واستطاع دحر القوات الفرنسية في معارك عدة، وواصل سيره حتى دخل مدينة أغاديس واستردها من الفرنسيين، كما تجدر الإشارة كذلك إلى أن هذا المجاهد الطارقي "محمد كاوسن" قد عرف أيضاً بعلو كعبه في اللغة العربية والعلوم الشرعية وله رسائل عدة باللغة العربية كان يرسلها إلى زعماء الطوارق وأسرته يبين لهم فيها هدفه من الجهاد.
إن أهمية هذا المخطوط لا تكمن في كونه مجرد وثيقة تاريخية تقدم معلومات عن أحداث سياسية عن أفريقيا فيما وراء الصحراء خلال فترة زمنية معينة فقط، ولكنه يمدنا أيضاً بمعلومات مهمة جداً عن الحياة الاجتماعية والتركيبة القبلية للمنطقة، ويقدم لنا صورة واضحة المعالم عن العلماء والفقهاء ودورهم السياسي والاجتماعي في المنطقة، واسهامهم في استخدام اللغة العربية ونشرالثقافة الإسلامية وهو الأمر الذي أدركه المستعمر الفرنسي وأعتبره أحد أبرز العراقيل التي تقف في طريق مد نفوذه في المنطقة، حيث أشار إلى ذلك صراحة الحاكم العام الفرنسي بإفريقيا الغربية من (1908-1911م) وليام بونتي في مرسومه الذي أصدره يوم 8 مايو1911م الموجه إلى حكام المستعمرات التابعة له مثل النيجر والسنغال والذي يقول فيه: "لقد أثار انتباهي ما يحدث من عراقيل بسب استعمال اللغة العربية الذي يمكن أن يقال إنه - منتظم- في تحرير الأحكام الصادرة عن القضاء الأهلي وفي المراسلات الرسمية مع الرؤساء والأعيان وفي كل ظروف الحياة الإدارية تقريباً ... وهي اللغة المقدسة في نظر السود".
من هنا جاءت فكرة دراسة وتحقيق ونشرهذا المخطوط القيّم إسهاماً في الحفاظ على هذا الإرث الإنساني العريق، وخدمة لطلاب العلم والمعرفة للإستفادة من هذه الكنوز النفيسة التي تزخر بها العديد من المكتبات والأراشيف الأفريقية والتي تستحق المزيد من الجهود للحفاظ عليها.
د.مصطفى صقر د. الهادي الدالي، (09-2019)، القاهرة: دار حميثرا،